ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار

من طرف admin الإثنين يونيو 14, 2010 9:28 pm

ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار 925203402

قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره
أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار )) .

الشرح
: -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة
الإيمان " أى ثلالث خصال إذا وجدت فى إنسان واتصف بها وغلبت عليه هذه
الصفات ذاق سلامة العقيدة واستقامتها ، واقتدى فى ذلك بالرغبة فى فعل
الطاعات واستلذاذه بها مع ما فيها من تحمل المشقات فى سبيل رضا الله عز وجل
كالصوم والزكاة والحج فى شدة الحر والجهاد فى سبيل الله ، وإيثار ذلك على
عراض الدنيا الفانية .
فالقلب
السليم من أمراض الغفلة والهوى ،يذوق طعم الإيمان ، ويتنعم به كما يذوق
الفم طعم العسل وغيره من ملذوذات اأطعمة ويتنعم بها ولا يذوق ذلك ويتنعم به
إلا م كانت فيه هذه الخصال الثلاث :

(1)
الخصلة الأولى : (( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) فيحب الله
ويحب رسوله أكثر من أى شئ فيحبهما أكثر مما يحب المال أو الآباء أوالأبناء
وحتى أكثر مما يحب نفسه ويؤثر طاعتهما على طاعة نفسه ولا يلتفت إلى ما فى
نفسه من أهواء وملاذ الدنيا الفانية وإنما يقدم الشخص محبة الله ومحبة
رسوله صلى الله عليه وسلم على ما سواهما . لأن الله جل جلاله تفضل عليه
فأوجده من العدم بقدرته ، وأنعم عليه بنعم كبرى لاتعد ولا تحصى ، ولأن
الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلغ لما جاء به من عند ربة جل وعلا فأرج
الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ، وأخرجهم من ضيق الدنيا إلى سعة
الدنيا والآخرة ، وأخرجهم من جور الأديان وظلمها إلى عدالة وسماحة دين
الإسلام العظيم فلذا وجب علينا أن نحبها أكثر من أى شئ ونقدم طاعتهما على
ما عداهما من ملاذ الدنيا فالطاعة هى علامة الحب ( المحب لمن يحب مطيع )
وذلك باتباع المأمورات واجتناب المنهيات كما قال الله تبارك وتعالى (( قل
إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
)) .

(2)
الخصلة الثانية : " أن يحب المرء لا يحبه إلا لله " أى لا يحب أحد إنسان
آخر بغاية مصلحة يقضيها له أو لكونه أعطاه شيئا من ملاذ الدنيا .لا بل يحبه
لله فلا يدفعه للحب جاه ولا مال ولا عرض زائل وإنما يكون الدافع أمر
أخرَوِى ، ومقصد صحيح فى التقرب إلى الله عز وجل .

(3)
الخصلة الثالثة : " وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار "
أى أن يتمسك بدينه ، ويستعذب الأذى فى سبيله ، وأن يكره الدخول فى الكفر
والفسوق مثل ما يكره أن يقذف فى النار .

ويتأتى
هذا لمن أشرق ور الإيمان فى قلبه ، واعتز بعقيدته ، فمن أدرك سمو الإيمان
وعرف منزلة المؤمن ، وجد حلاوة الإيمان ولا يقبل المساس بعقيدته ، ولا يرضى
بها بديلا ويتفانى فى سبيل صيانتها وستعذب ما يلقاه من صعبات وعقبات ومشاق
وأهوال
ومن
تكن العلياء هِـمَّــة نفسه فكل الذى يلقاه فيها محبب

</blockquote>