عن ابن عمر رضى الله عنهما

من طرف admin الإثنين يونيو 14, 2010 9:19 pm

عن ابن عمر
رضى الله عنهما - عن النبى صلى الله عليه وسلم - قال : ( مفاتيح الغيب خمس
لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ماتغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم مافى غد
إلا الله ، ولا يعلم متى يأتى المطر أحد إلا الله ، ولا تدرى نفس بأى أرض
تموت إلا الله ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله )

الشرح
: -

قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث : أن مفاتيح الغيب خمسة فالغيب هو :
" اسم لكل ما غاب عنك واستتر فأنت لا تدركه لغيابه عن حسك مما يثير الرغبة
فى الإنسان للتعرف عليه والعلم بما فيه لأن الإنسان يتطلع دائما إلى
المجهول " ففى هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مفاتيح
الغيب خمسة لا يحصيها علما إلا الله عز وجل فكما قال تبارك وتعالى : "
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " ثم جاء التفصيل بعد ذلك فقا صلى الله
عليه وسلم : (( لا يعلم ماتغيض الأرحام إلا الله )) أى لا يعلم ماتستره
الأرحام وما بداخلها من الجنين إلا الله عز وجل ،
ثم قال صلى
الله عليه وسلم : (( ولا يعلم مافى غد إلا الله )) فلا يعلم أحد منا ما
سيكون من أمور قد كتبها الله علينا فى الغد القريب فقد استأثر الله بعلمه
فل يعلمه أى مخلوق كان فهو من الغيبيات التى استأثر الله بعلمها فلا يعلمها
أحد سواه عز وجل
ثم قال صلى
الله عليه وسلم : " ولا يعلم متى يأتى المطر أحد إلا الله " فلا يعلم متى
يأتى المطر ولا متى ينزل ولا أين إلا الله علام الغيوب فهو أيضا مستأثر
بعلمه فلا يعلم متى ينزل المطر أحد إلا ظنا كما فى النشرات الجويه التى
نراها فإنما ما هى إلا تنبؤات بالطقس وأحواله فقد يكون يكون هذا الظن سحيحا
وقد يكون خطأ ونحن نلحظ هذا فهو ظن يحمل الإصابة والخطأ .
ثم قال صلى
الله عليه وسلم بالرابعة وهى : (( ولا تدرى نفس بأى أرض تموت إلا الله ))
وهو واقع ملموس قى الحياة فأنت لا تدرى هذا عاجلا أم آجلا ولا علم متى
توافيك المنية ولا أين ومتى يأتيك قدرك إلا الله علام الغيوب وقد قال
سبحانه : " ولا تدرى نفس بأى أرض تموت " وقال أيضا : " قل لو كنتم فى
بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم " أى لو كنتم فى بيوتكم
سالمين تعيشون الحياة الطبيعية فسأتيكم الموت من حيث لا تعلمون فقد أتى
قدركم وانتهى أجلكم " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
وأما خامس
شئ فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا
الله " فالساعة وهى القيامة لا يعلم أحد متى تقوم ولا نعلم من أمورها شئ
إلا ما أخبرنا به الصادق المصدوق مبلغا عن ربه بعلاماتها الصغرى والكبرى
وقد تحقق معظم هذه العلامات الصغرى أما الكبرى من حيث قدوم المسيح الدجال
أو خروج يأجوج ومأجوج أو طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة التى تكلم
الناس فهى لم تظهر بعد وإنما تكون قبل وقوع الساعة مباشرة حيث " لا ينفع
نقس إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا قل فانتظروا إنى
معكم من المنتظرين " نعم فلنبادر بالأعمال الصالحات التى تنفعنا فى آخرتنا
ولنبعد عما دنيانا ولنقدم الزاد لآخرتنا فهذا هو وقت الزاد حتى لا يأتى
علينا اليوم الذى نقول فيه ياليتنا فعلنا الخير وياليتنا تركنا ما كنا عليه
من معصية فعلينا أن نكسب فى إيماننا خيرا ويأتى يوم القيامة الذى يعز الله
فيه أهل الطاعة ويذل أهل المعصية
وصدق الله
إذ يقول لجميع المخلوقات : (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) فـــ : "
سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم "