من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصِــيَــه فلا يَــعْــصِـه

من طرف admin الإثنين يونيو 14, 2010 9:26 pm

من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصِــيَــه فلا يَــعْــصِـه 486478048

قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن
يعصِــيَــه فلا يَــعْــصِـه ))

من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصِــيَــه فلا يَــعْــصِـه 249130005

الشرح
: -

النذر : هو التزام وعهد يقطعه العبد على نفسه لوجه الله تعالى
، ويلزمه الوفاء به ، ولذا لزم أن يكون طاعة يتقبلها الله منه ، لا معصية
يعاقب عليها ، ولا أمرا لا طاقة له باحتماله ، أو التزاما بما لا يملك ، أو
أن يبتدع من عند نفسه ماليس لله فيه رضا ، فإنه سبحانه غنى عن العالمين لا
تنفعه طاعة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين . وقد كان الناس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تبرأ من بقايا الجاهلية فكان الواحد منهم
ينذر بما يشق عليه فمن ذلك ماورد من أن أخت عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية
، وكان ذلك يشق عليها فقال عليه الصلاة والسلام : (( مرها فلتركب إذا لم
تستطع أن تمشى ، فما أغنى الله أن يشق على أختك )) ومن هذا تتضح بعض
العادات والتقاليد وبقايا الجاهلية يتقرب بها ناس إلى الله فينهاهم - صلى
الله عليه وسلم - ويبطل أعمالهم ، لأن الإسلام لا يرضى بهذا وبأمثاله . وفى
الحديث الذى معنا حد فاصل بين ما يجوز أن يلتزم به الناذر ، وما لا يجوز
أن يلتزم به ، وذلك الحد هو " طاعة الله " وما قصد به وجهه ، وكان من جنس
ما يعبد به الله مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام (( إنما النذر مايبتغى
به وجه الله )) ولا يلتزم المرء بما فيه معصية مولاه - سبحانه كما فى
الحديث الآخر : (( لا نذر فى معصية )) .

واتفق العلماء على تحريم النذور فى المعصية ، واختلفوا فى وجوب الكفارة .
فقال الجمهور : لا تجب . ، وعن بعضهم : تجب . وذهب الداودى إلى أن من نذر
مالا طاعة فيه لله لا ينعقد نذره .

فإذا امتثل المؤمن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان نذره طاعة لله
وفّى به ، والله يجازيه عليه من فيض إنعامه وهو به أعلم حيث يقول : ( وما
أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ) .

وجملة القول : أن من نذر بما فيه طاعة لله وجب عليه أن يوفى بنذره وإذا لم
يوف به فعلية كفارة هى كفارة اليمين ( أى : إطعام عشرة مساكين ، فإن لم
يستطع فصيام ثلاثة أيام ) ، وأما من نذر أن يعص الله فلا يوف بنذره لأنه فى
معصية ولا نذر فى معصية وقد اتفق الفقهاء على هذا وإنما اختلفوا فى
الكفاره فأوجبها البعض . والله تعالى أعلى وأعلم .