من حلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ، ومن قتل نفسه بحديدة عُـذب به فى نار جهنم

من طرف admin الإثنين يونيو 14, 2010 9:33 pm

قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( من حلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو
كما قال ، ومن قتل نفسه بحديدة عُـذب به فى نار جهنم )) .

من حلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ، ومن قتل نفسه بحديدة عُـذب به فى نار جهنم 234910529

الشرح
:-

من حلف بشريعة باطلة غير شريعة الإسلام كاليهودية والنصرانية
ونحوهما حَالة كونه كاذبا فى تعظيم تلك الشريعة الباطلة التى حلف بها
متعمدا ذلك كـَـمَن قال : هو يهودى إن فعل كذا أو نصرانى إن فعل كذا
فيُـحْكـَمَ عليه بالذى نسبه لنفسه . وظاهر الحديث الحُكـْم عليه بالكفر
إذا قال هذا القول . والتحقيق أنه إن اعتقد تعظيم ما ذكـَـرَ كـَـفـَـرَ
وعليه يُحمل قوله : (( مَن حَلف بغير الله فقد كـَـفـَـرَ )) .

وإن قصد حقيقة التعليق بالحنث فإن أراد أن يكون متصفا بذلك كـَـفـَـرَ لان
إرادة الكفر كـُـفـْـر ، وإن أراد أن يمنع نفسه عن ذلك لم يَـكـْـفـُـر
ولكن يَـحْرُم لمَا فيه من شـُـبْـهة التعظيم لملة غير الإسلام ، وينبغى أن
يستغفر الله سبحانه وتعالى وينطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله صلى
الله عليه وسلم .

ولما اعتبر هذا منحرفا عن شريعة الله يُـعتبَرُ أيضا منحرفا من ضاق بحياته ،
وقتل نفسه بسكين أو حديدة أو بسُمٍ أو بسقوطٍ مِن عُلـُـوٍ وما شابه ذلك ،
فهذا مظهر من مظاهر الجزع ، والسخط على قضاء الله وقدره . لذا كان جزاء
هذا المعتدى الأثيم أن يُعذب فى النار بمثل ما عذب به نفسه فى الحساة
الدنيا جزاءً وفاقا ، لأنه ارتكب إثما عظيما ، وجُرما كبيرا ، حيث تصرف فى
نفسه بما حرمه الله تعالى عليه زاعما أنها ملك له يتصرف فيها كما تـَـسُول
له نفسه وليس كذلك . بل نفسه ملك لله تعالى ، فلا يصح له أن يتصرف فيها إلا
بما أذن الله له فيها .

فعلى المسلم أن يمسك لسانه عما يُغضب ربه ، وأن يلتزم فى أقواله وأفعاله
بما شرعه الله له .